الأدب و الأدباءالثقافةاهم المقالات

الغيطاني يرحل ويبقى في نفوسنا

احجز مساحتك الاعلانية


كتب /محمد يحيي الدمرداش
برغم من مرارة الرحيل الا اننا نبقي هذا العملاق الخالد في نفوس من قراء له وتمعن في فكرة وعاش بين سطور كتابته رحل جمال الغيطاني عن عمر يناهز 70 عاما تاركا ورائه تاريخ من الفكر والعلم والثقافة التي تبقي في نفوسنا باقية تعيش بيننا توفي اليوم في مستشفى الجلاء العسكري كما صرح اللواء اسماعيل الغيطاني شقيق الفقيد سوف تشيع جنازته اليوم عقب صلاة الظهر من مسجد الحسين بالقاهرة وهذا يرحل عن عالمنا تلك القامة الادبية التي اثرت في تكوين الوعي الثقافي لدينا والعالم بأسره
يقول في و الأشهر “الزيني بركات”، إن أمنيته المستحيلة أن يُمنح فرصة أخرى للعيش أن يولد من جديد لكن في ظروف مغايرة أن يجئ مزودا بتلك المعارف التي اكتسبها من وجوده الأول الموشك على النفاد يولد وهو يعلم أن تلك النار تلسع وهذا الماء يغرق فيه من لا يتقن العوم وتلك النظرة تعني الود، وتلك التحذير وتلك تنبئ عن ضغينة، كم من أوقات أنفقها لإدراك البديهيات ومازال يتهجى بعض مفردات الأبجدية، ربما تبرر تلك الكلمات ولع جمال الغيطاني بفكرة “الأبدية” في كتاباته، حيث قال في حوار لـ”الشرق الأوسط” عام 2006، إنه مشغول بفكرة الأبدية وسؤال لماذا يمكن مقاومة أي شيء ماعدا الزمن؟، وأن الإنسان يحاول مقاومة الزمن بالإبداع أو الكتابة التي تبقى حتى بعد فناء صاحبها.جمال أحمد الغيطاني علي، المولود في التاسع من مايو عام 1945 في قرية جرجا بمحافظة سوهاج، أمضى نحو ثلاثين عاما في منطقة الجمالية برفقة أسرته وتلقى تعليمه في مدرسة عبدالرحمن كتخدا الابتدائية، ومدرسة الجمالية الابتدائية، وتعليمه الإعدادي بمدرسة محمد علي الإعدادية، ثم التحق بمدرسة العباسية الثانوية الفنية التي درس بها ثلاث سنوات فن تصميم السجاد الشرقي وصباغة الألوان، وتخرج فيها عام 1962، وعمل في المؤسسة العامة للتعاون الإنتاجي رساما للسجاد الشرقي، ومفتشا على مصانع السجاد الصغيرة في قرى مصر، كما عمل مديرا للجمعية التعاونية لخان الخليلي، وأتاح له ذلك معايشة العمال والحرفيين الذين يعملون في الفنون التطبيقية الدقيقة.في 1966، تم اعتقال جمال الغيطاني لمدة 6 أشهر، بتهمة الانتماء إلى تنظيم ماركسي سري، تعرض خلالها للتعذيب والحبس الإنفرادي قبل أن يخرج في مارس 1967.وبعد صدور كتابه الأول عرض عليه محمود أمين العالم المفكر الماركسي المعروف، والذي كان رئيسا لمؤسسة أخبار اليوم الصحفية أن يعمل معه فانتقل للعمل بالصحافة.بدأ جمال الغيطاني في التردد على جبهة القتال بين مصر وإسرائيل بعد احتلال إسرائيل لسيناء بعد عمله كمراسل حربي، وكتب عدة تحقيقات صحفية تقرر بعدها تفرغه للعمل كمحرر عسكري لجريدة الأخبار اليومية واسعة الانتشار، وشغل هذا التخصص حتى عام 1976، شهد خلالها حرب الاستنزاف 1969 – 1970 على الجبهة المصرية، وحرب أكتوبر 1973 على الجبهتين المصرية والسورية. ثم زار فيما بعد بعض مناطق الصحراء في الشرق الأوسط، مثل شمال العراق عام 1975، ولبنان 1980، والجبهة العراقية خلال الحرب مع إيران (عام 1980- 1988منذ عام 1985 أصبح محررا أدبيا لجريدة الأخبار، وكاتبا بها. ثم رئيسا لتحرير (كتاب اليوم) السلسلة الشهرية الشعبية ثم رئيسا لتحرير أخبار الأدب مع صدورها عام 1993.وكان الغيطاني قد نشر أول قصة في يوليو 1963، وحملت اسم “زيارة” في مجلة الأديب اللبنانية. وفي نفس الشهر نشر مقالا في مجلة الأدب التي كان يحررها الشيخ أمين الخولي، وكان المقال حول كتاب مترجم عن القصة السيكولوجية.وأصدر الغيطاني عشرات الكتب بين الرواية والقصة القصيرة، أبرزها “الزيني بركات” التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني، و”أوراق شاب عمره ألف عام” و”هاتف المغيب” و”كتاب التجليات” و”وقائع حارة الزعفراني”، وقد عرف بقربه وصداقته بالأديب العالمي نجيب محفوظ، حيث كان مواظبا على حضور الجلسات المحفوظية لأعوام طويلة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى